النجم الفرنسي المخضرم يجمع 12 بطاقة حمراء
في مسيرته الرياضية الطويلة ما بين الأندية التي لعب لها ومنتخب الديوك. 9 يوليو 2006.. ملعب برلين الأوليمبي.. الدقيقة 110..
كان كل شيء هادئا ويوحي بلجوء منتخبي فرنسا وإيطاليا إلى
ركلات الجزاء الترجيحية لتحديد الفائز بالدور النهائي لكأس العالم
2006 بألمانيا، لكن نجم منتخب فرنسا وقائده زين الدين
زيدان يفاجئ كل العالم و"ينطح" مدافع "الأزوري" ماركو ماتيرازي في
صدره
فيلقه أرضا، الحكم الأرجنتيني هوراسيو إليزوندو
يستشير مساعديه ويشهر البطاقة الحمراء في وجه "زيزو" وسط ذهول
الجميع
وخصوصا عشاقه من الجماهير الفرنسية والعربية
وغيرها. هذا الإقصاء ليس الأول في مسيرة زيدان، بل إنه يحمل الرقم 12
!.. نعم، صاحب القدم السحرية والشخصية الفذة والشعبية
الخيالية أقصي 12 مرة في مسيرته في الأندية وفي المنتخب
الفرنسي. الحادثة المنعرج ولئن مرّت أغلب إقصاءات زيزو مع بوردو (3)
ويوفنتوس
(5) وريال مدريد (2) مرّ الكرام ولم تحدث ضجة إعلامية كبرى، فإن طرده
في مباراة فرنسا والسعودية في مونديال 1998
بعد أن
وطأ بقدمه اللاعب فؤاد أنور هي التي كشفت للعالم عن الوجه الآخر لزيدان.
كانت تلك المباراة الثانية لمنتخب "الديوك" في
المونديال
الذي تستضيفه فرنسا ورغم أن أصحاب الأرض حسموا الأمر مبكّرا بأربعة أهداف
في نصف ساعة، إلاّ أن زيزو وجد الفرصة
ليدهس لاعبا
إثر تنافس عادي على الكرة ولقطة لم تكن توحي لأحد بأنها ستسفر عن
بطاقة حمراء لأكثر اللاعبين هدوءا ورصانة!
ورغم تأكيد زيدان بعدها أنه لم يتعمد دهس أنور، رأت
لجنة العقوبات بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه
تصرّف "متعمد" وسلّطوا على اللاعب عقوبة الإيقاف بمباراتين.
وعانى المنتخب الفرنسي كثيرا دون زيدان في
المباراة
الثالثة من الدور الأول أمام الدنمارك وفاز بها بصعوبة 2-1. الوجه الآخر للنجوم للعملة وجهان، وللرياضة أيضاً.. وكثيرا ما لا نرى الوجه
القبيح لكرة القدم في ملاعبنا، فسحر النجوم وتأثرهم الفائق
على الجماهير خصوصا صغار السن وما يحيط بحياتهم من هالة إعلامية
وقصص مثيرة
وبذخ يجبرنا في أغلب الحالات على ألاّ
نرى عيوبهم وبالأحرى نتغاضى عليه، وأن نتجاوز عن أخطائهم رغم
فداحتها ولا نكاد نقدر على معاملتهم على قدر من المساواة
مع غيرهم من البشر وحتى من أمثالهم من اللاعبين الأقل حظا وحظوة.
وزيدان ليس استثناء، فالأمثلة على قبح الرياضة وعدم قدرة
نجومها على التحلي بالرصانة وعلى التحكم في أعصابهم كثيرة
ومونديال فرنسا نفسه كان شاهدا على أخطاء وحيل لا تقل فظاعة
من نجوم آخرين. مونديال " أسود " فخلال مباراة فرنسا وكرواتيا في الدور نصف النهائي، مثل
الكرواتي سلافان بيليتش مسرحية أدّت إلى حرمان رولان بلان
مدافع منتخب فرنسا من لعب الدور النهائي بعد إقصائه من الحكم
الاسباني غارسيا الذي وقع في الفخ. وصورة الحادثة أن بيليتش سقط على الأرض وأمسك بوجهه
وظل يصرخ من الألم رغم أن خطأ بلان لم يتجاوز الجذب من
القميص، إلا أن الحكم الاسباني اقتنع تماماً بهذه التمثيلية التي
كانت السبب
في حرمان بلان من الحلم الذي ينتظره أي
لاعب في العالم وهو المشاركة في نهائي المونديال، فزادت الواقعة من
حدّة الانتقادات
التي طغت على مونديال فرنسا
واعتبرها البعض، بعد حالة طرد زيدان، بمثابة شهادة وفاة رسمية
للأخلاق والمبادئ في ملاعب
كرة القدم . وفي نفس الدورة، نجح الأرجنتيني دييغو سيميوني في خداع ا
لحكم الدانمركي ميلتون فيلسن وسقط على الأرض دون أن يلمسه
أحد خلال مباراة الأرجنتين وانكلترا في الدور الثاني للمونديال
فأخرج فيلسن البطاقة الحمراء في وجه ديفيد بيكهام لتلعب
إنكلترا أغلب فترات الشوط الثاني بعشرة لاعبين وتخسر المباراة
5-6 بركلات الترجيح . لقطات و"فضائح" لن تغيب بالتأكيد على ملاعب
كرة
القدم حتى في أعلى مستويات التنافس مثل المونديال. والأكيد أنه ليس من الصعب إيجاد التبريرات
لما
اقترفه زيدان ويحمّل الكثيرون ردود الفعل المتشنجة للاّعبين إلى الضغط
الكبير الذي يعيشونه على مدى سنوات طوال والمسؤوليات
الجسيمة التي تعلقها عليهم جماهيرهم وبلدانهم ورغبتهم
الجامحة في التميز وفي الذهاب أبعد ما يمكن في المونديال.
وسيتواصل النقاش بالتأكيد ولن نظفر سريعا بالإجابة
عن سؤال يطرح وبإلحاح: هل نجوم الكرة ملائكة أم شياطين؟